قال أوتقو بنكيسو، رئيس "منتدى التعاون الصناعي العالمي" (مقره إسطنبول)، إن القارة الإفريقية تعزز مكانتها باستمرار على مؤشرات الصادرات التركية بفضل حجم التبادل التجاري، مشيرا إلى أن وجود 54 دولة في القارة يشكل "عامل جذب مهم" بالنسبة لتركيا.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع "بنكيسو" قبيل انطلاق أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى التعاون الصناعي العالمي في مدينة إسطنبول التركية، يومي 15 – 16 أكتوبر الجاري، والتي من المقرر أن تناقش واقع السوق الإفريقي، في ظل مشاركة رفيعة المستوى.
وانضمت تركيا إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب عام 2005، بهدف تطوير العلاقات الثنائية مع القارة، وشهدت العلاقات الثنائية بين الجانبين تطورا ملحوظا عقب إعلان تركيا الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الإفريقي عام 2008.
اهتمام بالسوق الإفريقي
وأشار بنكيسو إلى أن التبادل التجاري مع إفريقيا لم يعد يقتصر على القارة السمراء وحدها، "ذلك أن تعداد سكان القارة البالغ نحو 1.4 مليار نسمة، في 54 دولة، بناتج محلي إجمالي يبلغ 3.25 تريليونات دولار، بالإضافة إلى حوالي تريليون دولار من الواردات سنويًا، بات يشكل سوقًا جذّابًا بالنسبة للاستثمارات والصادرات التركية"
وقال بنكيسو إن "هدف المنتدى هو زيادة اهتمام الشركات العاملة في تركيا والشركات الصغيرة والمتوسطة والمنتجين والمصدرين بالسوق الإفريقي، الذي يعتبر سوقا جديدا وأكثر استراتيجية".
وأكد أن تركيا "تحتاج إلى تنويع صادراتها"، مشيرًا إلى أن "الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط يعتبران أسواقا رئيسية وتقليدية للصادرات التركية".
وفيما يتعلق بواقع الاقتصاد الإفريقي قال بنكسيو: "في قارة إفريقيا، يعيش حوالي 1.5 مليار شخص، ونحن نتحدث حاليًا عن اقتصاد يبلغ حوالي 3.25 تريليون دولار، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يرتفع عدد السكان إلى 2.8 مليار نسمة".
وأفاد أن "العالم سيصبح أكثر ارتباطا بإفريقيا بمرور الوقت"، موضحا أن "القارة الإفريقية كانت سابقا تقتصر على خمس مناطق فقط: شمال، جنوب، شرق، غرب، ووسط، أما الآن فقد أضاف الخبراء والبنك الدولي وتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منطقة سادسة تسمى الشتات الإفريقي (في إشارة إلى المهاجرين الأفارقة)".
و"من المتوقع أن تصل القوة الشرائية للأمريكيين من أصل إفريقي الذين يعيشون في الولايات المتحدة إلى 1.7 تريليون دولار"، وفق بنكيسو.
اهتمام تركي
وفيما يتعلق بتنامي الاهتمام التركي بالقارة الإفريقية، أرجع بنكيسو ذلك إلى "تطوّر العلاقات البينية بين تركيا وإفريقيا، ما سمح لأنقرة بمد جسور العلاقات التجارية إلى بلدان وقارات أخرى".
ومبشرا باستكشاف الأسواق الإفريقية، قال: "يوجد أكثر من 500 ألف إفريقي يزورون الولايات المتحدة سنويًا لأغراض العمل والتجارة، لذا هناك إمكانية لاستكشاف هذه الأسواق".
واعتبر أن "إفريقيا لم تعد تقتصر على القارة السمراء وحدها. فتعداد سكان القارة يتوزع على 54 دولة، بناتج محلي إجمالي يبلغ 3.25 تريليونات دولار، بالإضافة إلى حوالي تريليون دولار من الواردات سنويًا، وهو ما بات يشكل سوقا جذابا بالنسبة للاستثمارات والصادرات التركية".
وعن المنتدى الذي يرأسه، قال: "وُلد بهدف زيادة فرص التصدير بين تركيا وإفريقيا، والسنوات الماضية شهدت تنامي أنشطة وأهمية المنتدى بشكل ملحوظ".
وذكر بنكيسو أن "الهدف الرئيسي للمنتدى هو إنشاء نظام شبكات يربط بين تركيا وإفريقيا من أجل إقامة علاقات تجارية وتصدير دائمة ومستدامة".
كما لفت إلى أن المنتدى سيستضيف 1500 شركة تجارية إفريقية، وقال: "قمنا باختيار هذه الشركات بعناية وعلى أساس تعاملاتها السابقة مع الاتحاد الأوروبي، أو الصين، أو الإمارات العربية المتحدة، أو الهند".
وتابع: "نشهد الآن تقلصا في السوق الأوروبية أيضا، فالاقتصاد الألماني يتقلص في ظل تنامي خطر الركود، وفرنسا تعاني من وضع مشابه، وسوق التصدير في إيطاليا، بدأ يدخل مرحلة الشيخوخة، وسكانها آخذون في التناقص خلال العقد الأخير".
وأشار بنكيسو إلى أن "رومانيا، فقدت 26 بالمئة من سكانها في العقد الأخير، لذا فإن العالم بحاجة إلى بديل قادر على تنويع الصادرات".
رئيس منتدى التعاون الصناعي العالمي، أكد أن "حجم التجارة التركية مع القارة الإفريقية يبلغ 35.5 مليار دولار، وهو متوقف عند هذا المستوى".
وأردف: "هناك إمكانيات كبيرة في القارة السمراء. كما أن الأفارقة أحيانًا لا يرغبون في الاحتفاظ بأموالهم في المصارف المحلية، لذلك فهم يرسلون أموالهم من حسابات الشتات في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو بلجيكا إلى تركيا بغرض التجارة".
وأضاف: "عندما كان رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان رئيسًا للوزراء (2003- 2014)، تم الإعلان عن مبادرة عام إفريقيا، وكان ذلك مؤشرًا للاهتمام المتزايد والعلاقات المتنامية مع القارة الإفريقية".
وأوضح بنكيسو أنه "بعد هذه الخطوة، بدأ في تركيا يتزايد الاهتمام بإفريقيا، وزاد عدد السفارات التركية في القارة السمراء من 12 إلى 44".
وبشأن مستقبل الاستثمار في القارة، أوضح بنكيسو أن "في إفريقيا فرصًا استثمارية تنتظر المصدرين الأتراك في العديد من القطاعات، بينها البناء والبنية التحتية والزراعة، والمنتجات الغذائية والنسيج، بالإضافة إلى التكنولوجيا والسيارات".
وأعرب عن توقعاته بأن تتمكن تركيا من تجاوز الانكماش الاقتصادي من خلال "الانفتاح على إفريقيا التي تعزز مكانتها باستمرار على مؤشرات الصادرات التركية، بفضل حجم التبادل التجاري".
وختم حديثه بالقول إن "تركيا يجب أن تنمو من خلال قطاع الإنتاج، وهي بحاجة إلى أسواق جديدة لزيادة إنتاجها، وإفريقيا هي واحدة من هذه الأسواق".
ويرى مؤرخون أفارقة أن علاقات تركيا مع الدول الإفريقية تقوم على أسس إنسانية مبنية على الأخوة والتعاون والشراكة المتبادلة، على عكس العلاقات التي أقامتها القوى الغربية مع بلدان القارة.