ولد أمين : استمرار الأزمة الخليجية يخدم أجندات الإرهاب والتطرف

أربعاء, 02/21/2018 - 09:52

قال الحقوقي الموريتاني  سلامة ولد أمين رئيس المركز الأمريكي الدولي للسلم وحقوق الإنسان، إن الحوار القطري الأمريكي الإستراتيجي يعد نقطة انطلاق لتسوية قضايا المنطقة، موضحاً أن الحوار وضع رؤية واضحة لكيفية حل أزمات المنطقة وتسويتها.
وأكد في الجزء الثاني من حواره مع "الشرق" أن استمرار الأزمة الخليجية يخدم أجندات الإرهاب والتطرف، محملاً واشنطن المسؤولية حقوقيا واقتصاديا ودبلوماسيا إذا لم تتنه الأزمة.
وشدد على أن قطر شريك لأمريكا في مكافحة الإرهاب وأن صراع النفوذ سبب رئيسي للأزمة، لافتاً إلى أن الإرهاب وباء عالمي في كل الأمم وأتباع الديانات.
وإلى نص الحوار.. 

*ما تقييمك للحوار القطري الأمريكي الإستراتيجي الذي اختتم أعماله مؤخرا؟
*بكل تأكيد، هذا لقاء تاريخي وهام، ونحن كمراقبين ومهتمين بالشأن العربي الأمريكي نعول عليه كثيرا، بأن يكون نقطة انطلاق وبداية لحل الأزمة الخليجية، وتسوية قضايا المنطقة، خاصة أنه قد وضع رؤية واضحة لكيفية حل الأزمات. 
وبحسب تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية: الاجتماع كان على مستوى عال جداً، ونحن بدورنا وكل الهيئات الحقوقية التي تعمل في مجال السلم وحقوق الإنسان إدراكا لخطورة الصراعات وعواقبها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة نعول كثيرا على هذا اللقاء التاريخي، ونأمل من الإدارة الأمريكية السعي بجدية للضغط على كل حلفائها في المنطقة، لتسوية خلافاتهم بالطرق السلمية وإنهائها، وإعادة الأمور إلى مجاريها والسعي مع كل الحكماء من قادة المنطقة، للبدء فورا في مصالحة تنهي التوتر، وتدعم جهود أمير الكويت في وساطته.

وبدورنا ننبه الإدارة الأمريكية على خطورة استمرار هذه القطيعة، وآثارها السلبية على شعوب المنطقة وعلى الأمن الإقليمي والعالمي، والمصالح الأمريكية الكبرى، ونطالبها بلعب دور قوي وجاد في احتواء هذه الأزمات التي لن تكون حصيلتها إلا خدمة أجندات الإرهاب والتطرف.
فانشغال هذه الدول في أزمتها يشغلها عن مواجهة الإرهاب والتطرف بالإضافة إلى الانعكاسات المترتبة على الحصار والقطيعة اقتصاديا ونفسيا وإنسانيا. 

نتائج إيجابية للحوار الإستراتيجي 
*هل تعتقد أن هذا الحوار ستترتب عليه نتائج إيجابية على مستوى الأزمة الخليجية وقضايا المنطقة؟
*أعتقد أن الأمل كبير في نتائج هذا الحوار، وستكون نتائجه مهمة جداً، خاصة أن هناك قدراً عالياً من التنسيق بين الجانبين.
وعلى الجانب الأمريكي تحمل المسؤولية حقوقيا واقتصاديا ودبلوماسيا، إذا لم تنته هذه الأزمة وبالسرعة المطلوبة، حيث إن المنطقة لا تستطيع تحمل تبعات هذه الخلافات والحرب في اليمن والعراق وليبيا، لأن الصراع صراع عبثي تدميري ومآلاته خطيرة على السلم الأهلي والإقليمي والعالمي، ومرامي حقوق الإنسان، فالسلم والاستقرار والحوار بين القادة والشعوب صمام أمان للتنمية ورخاء الشعوب، ومسؤوليتنا كمراكز ونخب تغليب خيارات السلم والعمل مع كل الخيرين وإخماد نيران الحروب، وحل الأزمات الثنائية بالطرق الدبلوماسية.
صراع نفوذ إقليمي
*حقوقياً.. كيف ترى اتهام دول الحصار لقطر بدعم الإرهاب؟
*في الحقيقة هذا الاتهام لم يقنع أحداً، خاصة أن هناك اتفاقا بين قطر وأمريكا، فكيف لدولة شريك في محاربة الإرهاب أن تتهم بدعمه؟ وبكل تأكيد، فإن المشكلة الأساسية تكمن في صراع نفوذ إقليمي فقط، ولاعلاقة لها بدعم الإرهاب.
مكافحة الإرهاب
*دائما ما يتهم المسلمون بالإرهاب والتطرف.. برأيك هل الإرهاب مرتبط بدين معين؟
*الإرهاب والتطرف وباء عالمي في كل الأمم وأتباع الديانات، ولا يرتبط بدين أو عرق، كذلك فإن التصدي له يجب أن يكون مسؤولية العالم كله، وعلى كل الدول أن تقضي على كل أشكاله، لأن الحل الوحيد حسب وجهة نظري، هو بناء جسور التعاون ونبذ الخلافات بين الدول كي يتسنى لنا محاربة الإرهاب، فالخلافات الإقليمية والعالمية بين الدول من أهم معوقات مواجهة الإرهاب.
*هل كان لكم دور في تفنيد ادعاءات دول الحصار؟
*لقد نددنا بالحصار، وأصدرنا بيانا في الموضوع نستهجن ونستنكر محاصرة الشعب القطري وقطع صلات الأرحام بين الشعوب الخليجية، ودعونا للتعقل والهدوء والحكمة، وأن يكون خيار كل الدول العربية هو الحوار وتعزيز التعاون بدل القطيعة والهوان والتشرذم.
وكما تعلمون نحن في المركز الأمريكي الدولي للسلم وحقوق الإنسان نعمل في مجال السلم وحقوق الإنسان، لأننا ندرك كل الإدراك مخاطر الخلافات على الشعوب وانعكاساتها اقتصاديا واجتماعيا على مستقبل المنطقة، ولذلك كان موقفنا واضحا في رفض التوتر بين الإخوة الأشقاء والمطالبة بالجلوس على طاولة المفاوضات لحل الخلافات الثنائية دون زوبعة، أو خصام أو حصار فمصالح الشعوب أولى أن نحافظ عليها سلما وأمنا وسعادة ومراعاة لحقوق الإنسان.
انعكاس الأزمة خارجياً
*ما هو انطباع الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة عن قطر وحصارها؟ 
*الجاليات العربية بأمريكا من أكثر المتضررين من الخلافات العربية- العربية، فتلك أوطانها وهذه أمتها وضعفها هو ضعف لها، وقد كانت الأزمة صدمة للجميع الذي عبر عن رفضه لها "كل من موقعه" تنديدا ورفضا ومطالبة بوقف هذه المهازل، لأنهم يدركون أن هذه الصراعات العبثية أضرت بالأمة العربية وأضرت بنا كجاليات للأسف كذلك.
وقد بدأ العالم كله يتأثر بانعكاسات هذه الصراعات، فهذه المنطقة يجب أن تظل منطقة أمن وسلم واستقرار. 
*كيف ترى دور الإمارات في المنطقة؟
* في الحقيقة، يجب على دولة الإمارات وكل دول المنطقة، السعي للعب دور قيادي ورائد لقيادة الوطن العربي نحو الرقي والمحبة والسلام والتعاون المشترك، وفض الخلافات بالطرق السلمية.
مستقبل السعودية
*ما مستقبل المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الجديدة؟ 
*نحن نأمل من القيادة في السعودية العمل الدؤوب على بناء جسور التعاون مع كل جيرانها في المنطقة، وكذلك مع قادة المنطقة لتفعيل دور مجلس التعاون الخليجي، وجعله سبيلا لتفعيل دور الجامعة العربية لبناء مؤسسات عربية ضامنة لتعزيز الديمقراطية، وإزالة كوابيس الديكتاتورية والارتجالية السياسية في القرار العربي، وكذلك الجمود القاتل في النظام الرسمي.
كما نتمنى أن يجلس هؤلاء القادة الشباب مع بعضهم البعض، ويتشابكوا الأيادي والقسم على بناء دولهم والحفاظ على السلم والأمن في المنطقة، وإنهاء التوترات الثنائية، والاتفاق على مصالحة حقيقية تصفي ما في القلوب بالرحمة والمودة، وإدراك المسؤوليات والعمل معا لوقف نزيف الدم والقتل والتشريد في اليمن وليبيا والعراق وسوريا، والخروج بموقف موحد من قضايا الأمة المصيرية كالصراع العربي -الإسرائيلي، والاهتمام بمصالح الأمة وتحالفاتها، وصون وتعزير الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والسلم الأهلي والعالمي.