التعاون التركي-الإفريقي محط اهتمام الغرب (مقابلة)

جمعة, 05/27/2022 - 19:45
أكدت مديرة غرب ووسط إفريقيا بالخارجية التركية السفيرة نور ساغمان أن علاقات التعاون التي تطورها تركيا مع إفريقيا تعتمد على مبدأ رابح-رابح.

أكدت مديرة غرب ووسط إفريقيا بالخارجية التركية السفيرة نور ساغمان أن علاقات التعاون التي تطورها تركيا مع إفريقيا تعتمد على مبدأ رابح-رابح.

وأكدت أن أنقرة ترى أن موارد القارة يجب أن تستخدم لمصلحة الإفريقيين، وتقوم بتطوير تعاونها وشراكاتها في هذا الإطار.

واعتبرت ساغمان أن الكثير من الدول الغربية مهتمة بنموذج التعاون التركي- الإفريقي، وترغب في التشاور مع أنقرة بخصوص علاقاتها مع إفريقيا.

وفي حوار مع وكالة الأناضول تحدثت السفيرة ساغمان عن تطور العلاقات التركية - الإفريقية، ونموذج الشراكة بينهما.

- هل نعرف إفريقيا بالشكل الكافي؟ وما صحة المعلومات التي نعرفها؟

الكثير يظنون أن إفريقيا عبارة عن شمال إفريقيا فقط، ولا يعرفون دول منطقة جنوب الصحراء الكبرى بالشكل الكافي.

هناك الكثير من التصورات الخاطئة حول إفريقيا لدرجة أن بعضهم يرونها دولة واحدة مع إنها قارة كبيرة تتمتع بإمكانات هائلة تضم 54 دولة ويعيش بها 1,2 مليار نسمة.

صحيح هناك فقر وصراعات واضطرابات في قارة إفريقيا إلا أن ذلك موجود في كل منطقة بالعالم، ومن الخطأ الحديث فقط عن سلبيات القارة وإغفال إمكاناتها الكبيرة سواء من ناحية الثروة البشرية أو المساحات القابلة للزراعة، علاوة على الموارد الطبيعية الكثيرة.

يقال إن إفريقيا هي قارة المستقبل وهي قارة اليوم أيضاً، إلا أنها ارتبطت في أذهان الجميع بأنها قارة تصارع وتعاني من العديد من الأزمات.

- للعلاقات التركية- الإفريقية تاريخ طويل، وقد رفعت تركيا عدد سفاراتها في إفريقيا من 12 عام 2002 إلى 43 سفارة عام 2022. كيف تطورت العلاقات خلال هذه المدة؟

للعلاقات التركية- الإفريقية تاريخ طويل. إلا أنها اكتسبت زخماً كبيراً منذ 2002 وحتى الآن.

تركيا لديها حاليا 43 سفارة في قارة إفريقيا، وقريبا سنفتتح سفارة جديدة في توغو. ولكن هذه العلاقات لا تتطور من طرف واحد فالدول الإفريقية أيضاً تهتم كثيراً بتركيا.

وهناك سفارات لـ37 دولة إفريقية في أنقرة، وقريباً ستُفتتح السفارة الـ38. بالطبع هناك مؤسسات كثيرة ساهمت إلى جانب الممثليات الدبلوماسية في تطور العلاقات مع إفريقيا مثل وكالة التعاون والتنسيق (تيكا) ووقف المعارف، والهلال الأحمر، ووكالة الأناضول، والخطوط الجوية التركية، ورئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى التي قدمت حتى اليوم منحا دراسية لـ14 ألف طالب إفريقي.

- أي الدول الإفريقية تربطها علاقات تعاون استراتيجي مع تركيا؟

أعلن الاتحاد الإفريقي تركيا شريكاً استراتيجياً. وإلى جانب التعاون الثنائي هناك تعاون على مستوى المؤسسات.

ومؤخراً تم عقد قمة الشراكة التركية الإفريقية. وقد شهدت القمة مشاركة واسعة بالرغم من وباء كوفيد-1، وشارك بها 16 رئيس ورئيس وزراء، و 100 وزير، منهم 25 وزير خارجية.

وخلال القمة تم قبول العديد من خطط العمل وشكلنا أجندة العمل الخاصة بنا حتى عام 2026.

ولدينا شراكات استراتيجية في كل المجالات مع الدول الإفريقية بالإضافة إلى استمرار التعاون والشراكة على مستوى الاتحاد الإفريقي.

- هل هناك مجالات محددة ودول إفريقية معينة يبرز فيها التعاون الاستراتيجي مع تركيا؟

يتغير مجال التعاون وفقاً للمنطقة ولاحتياجات الدول. فتركيا تنظر في احتياجات شركائها الإفريقيين وتؤسس العلاقات والتعاون مع دول إفريقيا بناء على تلك الاحتياجات.

تركيا لديها تعاون حالياً مع كل دول القارة في إطار مبدأ رابح-رابح وتؤكد أن موارد القارة يجب أن تستخدم لمصلحة الأفارقة.

- هناك أطراف أخرى غير تركيا في قارة إفريقيا فما الذي يميز تركيا عن غيرها ؟

هناك نموذج شراكة خاص بين الدول الإفريقية وتركيا، لأن الأخيرة تهتم في علاقاتها الثنائية بالمساواة والاحترام المتبادل والشفافية والمصداقية، وإفريقيا تدرك ذلك جيداً وتقدره.

بعض الدول تتساءل عما إذا كانت لتركيا أجندة سرية في علاقاتها مع إفريقيا، إلا أنه لا يوجد لديها أي أجندات سرية.

هناك فقط الشراكة الناجحة القائمة على الربح المتبادل. تركيا لا تتدخل مطلقاً في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية، ودائماً ما تقف إلى جوار الشعوب.

- أي مجالات التعاون يبرز فيها مبدأ رابح-رابح؟

قدمت تركيا مساعدات إنمائية مهمة للدول الإفريقية على مدار الأربعة عشر عاماً الماضية بلغت 2,2 مليار دولار. إلا أن العلاقات ليست مساعدات فقط. فهناك علاقات تجارية مهمة بينهما.

وقد بلغ حجم التجارة بين الطرفين العام الماضي 25,4 مليار دولار، ونهدف للوصول إلى 50 مليار دولار.

وبالطبع فإن هذه التجارة في مصلحة تركيا والدول الإفريقية على حد سواء. كما تشارك الشركات التركية في حوالي 1700 مشروع في مختلف الدول الإفريقية. العلاقات التركية- الإفريقية لها أبعاد كثيرة، وكل الأطراف تكون رابحة في إطار هذه العلاقات.

- كيف ينظر المجتمع الدولي إلى العلاقات بين تركيا وقارة إفريقيا؟

الجميع مهتمون بنموذج العلاقات التركية، والكثير من الدول الغربية ترغب في التشاور معنا فيما يخص العلاقات مع عدة دول إفريقية.

وفي مطلع العام الجاري زارنا كبير المسؤولين عن قارة إفريقيا بالحكومة الفرنسية وأجرينا مباحثات في أنقرة.

كما أجرينا استشارات مع البرتغال ونتشاور بخصوص الموضوع نفسه مع الاتحاد الأوروبي.

وأحياناً تواجهنا أسئلة من بعض الدول من قبيل " ماذا تفعلون في إفريقيا ولماذا أنتم هناك؟" إلا أن الجميع يدرك الآن أن تركيا باتت دولة قوية جداً على الصعيد العالمي، ومن الطبيعي أن تتواجد في إفريقيا، لأن الأخيرة ترغب في ذلك، وبالطبع نحن أيضاً.