هذا أنا ..الدكتور ابراهيم الشيخ سيديا رحلة كفاح علمي من بوتلميت إلى أبوظبي

ثلاثاء, 07/19/2022 - 16:05

في هذا الحلقة من زاوية "هذا أنا" التي تقدم عددا من النخب السياسية والفكرية ذات التأثير في المشهد العام للبلاد، يتحدث الدكتور ابراهيم ولد الشيخ سيديا عن تجربته العملية وكفاحه من أجل نيل الرتب الأكاديمية والمهنية العاليىة، يتحدث الرجل الذي ولد بين كثبان بوتلميت، وعاش فيها طفولته وفتوته عن رحلة طوحت به إلى التعليم الأساسي برهة قصيرة من الزمن، قبل أن ينطلق إلى الإمارات العربية المتحدة شرطيا ثم أستاذا جامعيا بعد ذلك

 

المسار الدراسي: حفظتُ القرآن الكريم في طفولتي، تزامنًا مع الدراسة النظامية في بوتلميت. وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة التحقتُ بمدرسة تكوين المعلمين في انواكشوط حيث حصلتُ منها على شهادة الكفاءة التربوية بعد سنة دراسية واحدة، وسجّلتُ في الوقت ذاتِه في قسمَي اللغة العربية والقانون بجامعة انواكشوط. ثمّ انتقلتُ للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي جامعاتها أكملتُ دراساتي في المجالَين المذكورين، وهو ما تُوِّج بالحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة الشارقة، وعلى درجة الماجستير في القانون العام من جامعة الإمارات العربية المتحدة.

 

المؤهلات العلمية: دكتوراه في اللغة العربية من جامعة سيدي محمد بن عبدالله في المملكة المغربية + دكتوراه في القانون العام من أكاديمية شرطة دبي في دولة الإمارات.

 

آخر كتاب قرأته: كتاب "حياة في الإدارة" الذي لخّص فيه الشاعر السعودي الدكتور غازي القصيبي مساره في الوظيفة العامة؛ أستاذًا جامعيًّا وعميدًا، ومديرًا عامًا لهيئة السكك الحديدية، ووزيرًا للكهرباء ثم للصحة، وسفيرًا لبلاده في البحرين ثم في لندن. وقد وجدتُ بين دفّتي هذا الكتاب معلومات غزيرة وتجربة ثرّة تكاملتا مع معارفي النظرية المستمدّة من دراساتي القانونية المتركزة حول القانون الإداري والمالي؛ ذلك أن موضوع أطروحتي للماجستير في القانون الإداري كان "نظام المنازعات الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة" في حين أن موضوع أطروحتي للدكتوراه في القانون العام هو "نطاق سريان ضريبة القيمة المضافة.. دراسة في التشريع الإماراتي"، كما وجدتُ من خلال الكتاب المذكور قواسم مشتركة بيني وبين مؤلفه، منها التصميم والعزم وقوة الإرادة.

 

عمل تفخر بإنجازه: أفخر بكوني قد تمكّنت، بفضل من الله وتوفيق، أن أحصل على درجتَي دكتوراه في مجالين قلّ من جمع بينهما، إن كان قد وُجد أصلًا؛ أعني مجال اللغة العربية ومجال القانون. كما أني أفخر بكوني الموريتاني الوحيد، حتى الآن، الذي استطاع أن يترقى في مسيرته المهنية بدولة الإمارات من وظيفة متوسطة ليصبح أستاذًا في مؤسسات التعليم العالي.

 

أكبر صدمة تعرضت لها: حين تواطأ جميع من وثقت بهم على الغدر بي والاستيلاء على الحصيلة المالية لسنوات اغترابي الطويلة، غير عابئين بِصلة القربى ولا بالروابط الأسرية التليدة. وأستثني من هذا التعميم أخي وصديقي محمد ولد إسلّمو ولد تاج الدين؛ فقد كان لي نعمَ المُعين وهو من أشرف على تشييد وتسيير المبنى الوحيد الذي أمتلكه في انواكشوط. كما أستثني منه أخي العزيز يعقوب ولد الخليل ولد أحمد ولد الشيخ سيديا؛ الذي يشرف الآن على تشييد محلّات تجارية لي في مسقط رأسي بوتلميت.

 

مدينة تحبها: كثيرة هي المدن التي أحببتها، سواء في بلدي موريتانيا أو في دولة الإمارات العربية المتحدة التي قضيتُ فيها حتى الآن زهاء ثلاثين سنة خبرتُها فيها أكثر ممّا خبرتُ بلدي الأصلي، أو في المملكة المغربية التي قضيتُ في عاصمتها شطرًا من طفولتي المبكّرة ثمّ عدتُ إليها للحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة سيدي محمد بن عبدالله. ويمكنني عمومًا أن أقول إنني من الذين يرتبطون بالمكان ارتباطًا وثيقًا؛ إذ ما من مكان قادتني إليه الأقدار إلا ارتبطتُ به وأصبح جزءًا من ذاكرتي.

وجبتك المفضلة: لا يحتلُّ الطعام حيزًا يُذكر من اهتمامي، إذ حسبي منه ما أسدّ به الرمق وأُقيم به الأود، غير أني أحيانًا أجد نفسي منجذبًا إلى وجبة مّا، ليس لذاتها وإنما لارتباطها في ذاكرتي بشخص ذي مكانة في نفسي أو بمناسبة سعيدة، وبالرغم من ذلك يبقى الحليب ذا مكانة مهمّة في نظامي الغذائي بل إنه عماد غذائي؛ فكثيرًا ما تمرُّ علي أيام وليالٍ لا أطعم فيها غير الخبز والحليب.

 

سلوك تحبه وآخر تكرهه: أحبُّ الصدق والقناعة، وأكره التملّق والتعلّق بما في أيدي الناس.

 

ممّ تخاف: أخاف من أن أظلم أي كائن.. كائنًا مّا كان، وأسأل الله أن يجنّبني أن أظلم أو أن أُظلم.

 

مثيرات غضبك: أن يحاول أحد مّا أن يستغفلني أو أن يتملّقني، إذ الجامع بين الأمرين هو أن من يُقدم عليهما يستخفُّ بي.

 

مشوارك الإبداعي في تخصصك: إن كنتُ قد فهمتُ دلالة الإبداع باعتباره يقتضي النسج على غير منوال، فإني لم أبدع شيئًا، فما أنا في المجالين اللذين تخصّصتُ فيهما إلّا سالكُ طريقٍ رسمه ومهّده من سبقني فيهما. غير أني من باب تجاوز المعنى الضيق للإبداع أُجيز لنفسي أن أعدَّ منه تحدّي الصعاب التي اعترضت مسيرتي التعليمية، فقد درستُ –على سبيل المثال– مرحلة ماجستير اللغة العربية في جامعة الشارقة التي تبعدُ نحوًا من 300 كلم عن مقرّ عملي حينها في منطقة طريف غربيّ إمارة أبوظبي، وكان الحضور إلزاميًّا في مقرّ الجامعة، فاضطررتُ إلى التنازل عن إجازتي الأسبوعية مقابل السماح لي بمغادرة مقرّ العمل ساعتين قبل وقت انتهائه الرسمي. كما أني أيضًا أكملتُ السنة التمهيدية للدكتوراه في القانون بأكاديمية شرطة دبي التي تتطلّب الحضور المباشر وأنا حينها أعمل في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي وأسكن في مدينة العين؛ فكنتُ يومها أقود السيارة مسافة 450 كلم متنقلًا بين المدن الثلاث: العين حيث سكني، وأبوظبي حيث عملي، ودبي حيث دراستي، وكان التنازل هذه المرة عن جزء من ساعات نومي، فلم أكن أنام سوى ثلاث ساعات من الأربع والعشرين ساعة!