نواكشوط.. القمة الأدبية العربية - الأفريقية توصي بإنشاء جائزة لأدب المقاومة

ثلاثاء, 12/12/2023 - 13:38

اختتمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط أعمال القمة الأدبية العربية – الأفريقية، بمشاركة وفود من أكثر من دولة، وبالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس اتحاد الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

 

وشهدت القمة خلال أربعة أيام ( 4 – 7 ديسمبر الجاري) ندوات فكرية وأمسيات شعرية شارك فيها عدد من قادة جمعيات وأندية الأدب العربي في بعض الدول الأفريقية والعربية، كما تم تقديم عروض ومحاضرات حول “القلم وثوابت الهوية والقيم”، وحول واقع الأدب العربي في أفريقيا والصحراء وسبل مد جسور التواصل بين الأدباء في العالم العربي وأشقائهم في دول أفريقيا لاسيما في الدول الأفريقية ذات العطاء الأدبي والثقافي باللغة العربية.

 

وركز المحاضرون على أهمية الحرص على اللغة العربية وأن تظل حاضرة بمقولها ومنقولها وتراثها وموروثها.

 

وأجمع المحاضرون على أن أول سلاح يجب أن نحمله أمام التحديات التي تواجهنا هو الاعتزاز بلغتنا العربية والاطمئنان إلى خلودها بالنص القرآني المحكم “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، مؤكدين أن اللغة العربية هي لغتنا وهويتنا وهي الوعاء الحامل لتراثنا وقيمنا بضياعها نضيع، ومن واجبنا أن نجسد ذلك من خلال أقلامنا.

 

كما شهدت اجتماعات الأمانة العامة خطوات عملية تركز على تعزيز حضور القضية الفلسطينية وأدب المقاومة في السرديات العربية بمختلف حقولها.

 

وأكد بيان فلسطين الصادر في نهاية الاجتماع ضرورة الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المجازر التي شهدها التاريخ.

 

وثمن البيان الفعل الشعبي الضاغط على الحكومات في هذا الاتجاه، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الضاغطة على الحكومات لوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، ومنع تهجيره من أرضه.

 

كما أدان البيان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وطالب بوضع حد لهذه الاعتداءات.

 

وأوصت القمة بتفعيل العمل الثقافي العربي المشترك كضرورة تحتمها الظروف الإقليمية والدولية الراهنة بوصف المثقفين طليعة الأمة وحاملي مشاعل تنويرها، وإنشاء جائزة أدب المقاومة في الأقطار العربية.

 

كما تضمنت التوصيات ضرورة البحث عن صيغ فاعلة للتعاون العربي – الأفريقي، والاتفاق على مقترح اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بإطلاق منتدى عربي – أفريقي للثقافة، وفق آلية يتفاهم عليها بين الاتحاد العام والتجمعات الأدبية العربية المهتمة وجمعيات الأدب العربي في أفريقيا، وتفعيل مشروع بروتوكول التعاون المقترح مع اتحاد الكتاب الصينيين، وتفعيل مشروع النشر المقترح مع دار الهلال المصرية لنشر الإبداع والترجمة العكسية.

 

وفي الجلسة الختامية للقمة تم تكريم الفائزين بمسابقة "القلم والقيم"، وتوقيع مذكرات تعاون بين اتحاد الكتاب الموريتانيين وبعض الاتحادات، منها اتحاد الكتاب العرب في سوريا، ونقابة الكتاب في مصر، ورابطة الأدباء الكويتيين، كما تم تكريم رؤساء الاتحادات المشاركة.

 

وفي كلمة له بالمناسبة أوضح وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالوكالة، المختار ولد داهي أن المحظرة هي المدرسة التي حفظت تراث الضاد في هذه البقعة من العالم، ومن ظلال خيمتها الوارفة انسابت الكلمات عذبة من أقلام حبرت القريض وأسالت الحبر الذهبي، بعيون الشعر، ودرر الفقه وعيون التفسير، ودونت السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وسير "علماء التكرور".

 

وأشار إلى أن موريتانيا كانت الجسر الذي عبرت عليه الثقافة العربية الإسلامية إلى الكثير من بقاع العالم، منها أفريقيا. مضيفا أن الماضي المشترك والمصير الواحد يجعلان تعزيز تلك الروابط وبناء روابط جديدة ضرورة للعيش في حاضر لا يرحم الفردية ولا يعترف بالأنانية.

 

وقال إن موريتانيا تفتح الباب على مصراعيه لأي تعاون يسعى لخدمة الثقافة والسلام والنماء، وإن الحدود والبيوت والقلوب مفتوحة للجميع في أي وقت وتحت أي ظرف.

 

ومن جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية لاجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والقمة الأدبية العربية – الأفريقية، محمد سالم ولد الصوفي، أن الاتحاد جدد دعمه الكامل للأشقاء الفلسطينيين، وفي قطاع غزة بصفة خاصة، في مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي الغاصب، واستمرار الدعم العربي الكامل للحق الفلسطيني بوصف القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية.

 

كما أكد ترحيب أعضاء الاتحاد بدعوة وزيرة الثقافة التونسية لاستضافة المؤتمر القادم في الثالث عشر إلى السادس عشر من يناير 2024.

 

بدوره قدم رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا الدكتور محمد الحوراني درع الاتحاد للدكتور خليل النحوي رئيس اتحاد الكتاب الموريتانيين، مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقات الثقافية بين سوريا وموريتانيا، إسهاما برص الصف والذود عن الهوية وصون الثوابت، ولاسيما أن موريتانيا منصة للتلاقي الحضاري بين أفريقيا والعالم العربي، كما أن عمق الثقافة السورية القائمة على صون اللغة العربية والهوية الحضارية من شأنه أن يجعل المؤسسات الثقافية والتعليمية السورية شريكا أساسيا في هذا الشأن.

 

وكانت القمة الأدبية العربية – الأفريقية شهدت لقاءات بين اتحادات الكتاب العرب والاتحادات والنوادي الأدبية في عدة دول أفريقية، منها ساحل العاج ومالي وغامبيا والنيجر والسنغال وتشاد ونيجيريا، وعرض الكتاب الأفارقة خلالها معاناتهم نتيجة المحاولات المدعومة غربيا، والرامية إلى القضاء على الثقافة واللغة العربيتين في دولهم، ومحاولات تشويه الهوية الحضارية لأبناء أفريقيا، مطالبين الدول العربية واتحادات الكتاب والمؤسسات الثقافية بمساعدتهم في تعزيز لغتهم العربية وتجذير هويتهم والحفاظ عليها.

 

وقد وافق مجلس اتحاد الكتاب العرب بالإجماع على إعادة اتحاد الكتاب في المغرب إلى الأمانة العامة للاتحاد، بعد أكثر من خمس سنوات من تجميد عضويته، وذلك لتعزيز التضامن العربي ووحدة الصف الثقافي العربي.