في عيد المرأة ..هؤلاء أشهر سيدات الغزل في الأدب الموريتاني

أحد, 03/08/2020 - 22:00

قصص من الأدب - تحتفظ ذاكرة الأدب الموريتاني بـأسماء نساء خالدات، تقبلهن ربهن بقبول حسن ورفعهن الأدب مكانا عليا فهززن بجذع المشاعر فاساقطت عليهن أدبا طريا وغزلا فواحا، ومن أشهر سيدات الغزل في ذاكرة الأدب الموريتاني

 

اخناثه بنت أنيوال : تعتبر هذه السيدة من أقدم سيدات الغزل الشهيرات في موريتانيا تنتمي إلى قبلية لكتيبات من أولاد رزق وهي والدة الترجمان الشهير اخيارهم ولد المختار ولد عبد الوهاب السباعي، وقد ذكر المختار بن حامدن في الحياة الثقافية طرفا من حياة بنت أنيوال   : يكوى ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﻲ ‏( ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻣﻌﻘﻮﺩﺓ‏) :

ﻓﻤﺎ ﺩﺭﺓ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺭﻕ ﻭﻻ ﺍﻟﺬﻫﺐ

ﺍﻹﺑﺮﻳﺰ ﻳﻨﺸﺮ ﻣﻦ ﺣُﻖ

ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺃﺧﻨﺎﺙ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻣﻨﻈﺮﺍ

 ﻋﻠﻰ ﺟﻔﺮ ﺫﺍﺕ

ﺍﻟﻴﻢ ﻣﻐﺒﺮﺓ ﺗﺴﻘﻲ

ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺧﻨﺎﺙ ﺑﻨﺖ ﺁﻧﻴﻮﺍﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻈﻮﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻞ : ﻣﺠﻲﺀ ﺃﺧﻨﺎﺛﻪ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﺋﻬﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻣﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻡ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﺤﻲ ﺳﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺍﺩ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻗﺪﻭﻣﻪ ‏( ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻘﻄﻊ‏) ﻭﺳﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻤﻼ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻫﻞ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻈﻨﻮﻩ ﺟﻴﺸﺎ ﻳﻘﺼﺪﻫﻢ ﻭﻓﺰﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻨﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﺋﻬﺎ . ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ "

 

خيت الناس : خلد الشاعر محمدو بن محمدي خيت الناس في أدبه، ورغم أن الشاعر غادر الدنيا سريعا إلا أن ذكراه لا تزال حية وهاجة في ذاكرة الأدب وخصوصا الغزل التي خص بها بنت الخيت ومنها قوله.

 

ماذاق قلبُ محب من هوى العين :: ماذاق قلبيّ من إحدى "المرادينِ"

أمسى أخوك بها من بعد رجعته :: عن الصبا عينَ ساهي العين مفتون

وددت لما رمت قلبي لواحظها :: لو أنها بمواضي النبل ترميني

فليسترح من عناه أن يحذرني :: من لايحاول بالتحذير يغريني

إن كان ذلي وهوني في مودتها :: فعز أهل الهوى في الذل والهون

أوكنت حدت عن النهج القويم ألا :: إني درجت على نهج المحبين

إن لم يُصب حبُها جسمي بمعضلةٍ:: إني لفي خطر منها على ديني

 ويقول فيها :

فيمن أهيم بها لاموا ولو هاموا :: بمن أهيم بها يوما لما لاموا

هام الفؤاد بمن لولا ملاحتها :: ما سفهت من ذوي الأحلام أحلام

هام الفؤاد "بخيتِ الناس" بحت بها :: إذ في الكناية تلبيس وإبهام

 

رائعة بنت البار : تعتبر رائعة بنت البار أشهر سيدات الغزل في موريتانيا، وتأخذ قصتها طابعا دراميا حيث تعلق بها الأديب المشهور ولد سعيد ولد عبد الجليل وأخذه هواه على حين غره فصادق قلبا خاليا فتمكنا

ومن خالد أدب ولد سعيد ولد عبد الجليل في منت البار قوله

امنادمْ ما شافْ التِنشافْ....... اعل منت البارْ اعلَ نارْا

اتنَشّفْ خلِّته ما شافْ....... التنشافْ اعلَ منت البارْ

وفي يوم من الأيام ينمى إلى سمع ولد عبد الجليل أن بنت البار فازت من زوجها بطلاق فيرسل إلى الأمير اعل ولد محمد الحبيب هذه الطلعة

لَحَّگْ لِلِّ وَاسَ فِالشَّرْ= الْ لاَحِگْ لَخْلاَگْ اُلاَظَرْ

مِسْلِمْ عَنِّ نِبْغِ نَجْبَرْ = مَرْكُوبْ اِمَرَّگْنِ لِلدَّارْ

اجْمَلْ مَعْلُومْ اِعُودْ اذْكَرْ= نِبْغِيهْ اُخَالِگْ مِنْ لَخْبَارْ

اَلِّ مَذْكُورْ الْحَگْهُمْ شَرْگْ = كِيفِتْ تِخْلِيِّتْ مِنْتْ الْبارْ

رَاعِ ذِيكْ اِيلَ عَادِتْ حَگْ = كَافِينِ مِنْ مَرْكُوبْ احمارْ

 

البتول : إحدى سيدات ديوان محمد ولد ولد ابن ولد أحميده وقد خلد ذكرها في قصائد ومطالع باهرة منها قوله.

 

بَلِّغ سَلاَمِى إِذَا جِئتَ البَتُولَ لَهَا

وقُل لَهَا إِنَّهَا أَغَرَت بي الوَلَهَا

وأنني مُذ نَأتني مُغرَمٌ دَنِفٌ

لَم أسلُ لَم ألهُ إِن غَيرِى سَلاَولَهَا

إني أُؤَمِّلُ منها أَن تُنَولني

لأنَّ مُنيَةَ نَفسِى أَن تُنَوِّلَهَا

يَا لَيتَ شِعرِى هَل لِىَ بَعدَمَا بَعُدَت

وَصَرَمَت مِن حِبَالِ الوَصلِ أَحبُلَهَا

إِلمَامَةٌ بِنَوَاحِيهَا وجِيرَتِهَا

حَتَّى أُعَلِّلَ نَفسِى أن أُعَلِّلَهَا

إِنَّ البَتُولَ لَهَا في القَلبِ مَنزِلَةً

مَن حَلَّها قَبلَهَا مَا حَلَّ مَنزِلَهَا

فَالظبي يُذَكِّرني إِن يَرنُ مُقلَتَهَا

والشَّمسُ أشنَبَهَا الألمَى وقَيهَلَها

والخَمرُ رِيقَتَها وألبَانُ مَيسَتَهَا

والسِّحرُ نَظَرَتَها واللَّيلُ أَلَيلَهَا

قَالَ العَذُولُ البَتُولُ عَنكَ نَأَت

وصَرَمَت وأطَالَت فِيكَ عُذَّلَهَا

هَلاَّ تَسَلَّيتَ عَنها إِذ سَقَتكَ هَوىً

قَد حَمَلَ النَّفسَ قَسراً أن تَذِلَّ لَهَا

ولم تكن البتول الوحيدة التي خلد ولد ابنو ذكرها فقد خلد أيضا ذكر زوجه عمران بنت البان ذات الدلال والتي استرضاها بأبيات سائرة منها

البان هدم قلبي ميسه وبنى

شجوي فلله هذا الهادم الباني

قلبي لعمران لا أصبو لغانية

إلا إذا كان لي في الحال قلبان

قلبان في معصميها هيجا شجني

لا غرو إن هيج الأحزان قلبان

 

منت حمد : زوج الشاعر الأديب سيديا ولد هدار وقد تزوجها بعد وفاة زوجها وبعد قصة حب طويلة، وتوفيا دون أن ينجبا

وخلد فيها روائع منها

يالصالحين ابـركتكم

وآخرت من زيارتكم

ران زايركم كلكــم

يغفر لنا ولكم

زيار هــاذ حالته

مان زايركم صرتكم

للدني يخل خيمته

وآخرت من زيارتكم

ذيك اموخر زيارته

يغير ألا يهل انوعمرت

زياركم حك أحجته

يعمل مولان يبر منت

حمد من كلت صحته

 

وعندما توفيت بنت حمد رثاها سيديا مستحضرا يوميات ذاك البيت المفعم أدبا وحبا

عاكب ذ ال لرات عند “”” ملان ماه زين سعد

اتل ملاهي هح بعد “”” بتشنشيحه يلاغ

حد أللاهي زاد حد “”” فصرند اتل يداغ

 

امريم بنت أباه : إحدى سيدات قرية التيشطايات في مدينة الركيز، خلدها الأديب المرحوم أحمدو سالم ولد الداهي في أدبه السائر ومن ذلك قوله

يَ امريم منت اباه طيت :: اغنايَ لك و إلّي ابغيت

انتِ، بيّ انتِ مااتليت :: الناثِ عندي ناثِ

ويلَ ريتك راني اسعيت :: و اعلَ أثر الناثي حاثِ

ويلَ ماريتك ذاك هون :: اعليانَ و الناثي

عدوانْ ءُلاهُ جايْ دون :: العدوان الثلاثي

وفيها يقول أيضا

فطرك يمريم كيف أفطار :: أصحابْ الجلالَ لكبار

اخلطتِي لحمارْ ابلخظار :: والمعنَ هوّ والنصرَ

جيتِ ل اللامَه لصفرار :: والحگتِ گدامك حصرَ

واكصرتِ لين ا گدات النار :: فالحصرَ ماخلگت حصرَ

والفطرْ الزين ابگيتي بيه :: افنصرَ تعگبها نصرَ

وامتن ثورتْ جمالك فيه :: من ثورة جمالْ افمصرَ

 

 

ولم تكن منت أباه الوحيدة التي سار بذكرها أدب ولد الداهي، فقد خلد أيضا ذكرى لحبوس

 

اوعيت اليوم امعا اصباح

اعل بيت لمنينه

واوعيت اعل لحبوس ظاحكة ظحكة ماهي شينة

 

إعداد محمد سالم