المؤسسة العسكرية درع البلاد وسور الأمان

خميس, 12/30/2021 - 09:57

لم يكن الحفل الفخم الذي نظمته وزارة الدفاع الموريتانية لتبادل المهام بين القائد السابق للجيوش الوطنية الفريق محمد ولد مكت، وخلفه الفريق المختار ولد بله ولد شعبان، حدثا عابرا في مسار المؤسسة العسكرية في موريتانيا، لكنه يمثل تحولا مهما في مسار المهنية والاحتراف الذي يتعزز بشكل متسارع ومتواصل في صفوف حماة البلاد.

 

يلتحق ولد مكت بفئة الاحتياط بعد حوالي أربعين سنة من الخدمة العسكرية في مختلف محطات ومراكز المؤسسة العسكرية، ويتولى القيادة بعده رفيق الدرب والسلاح المختار ولد بله ولد شعبان.

 

كان خطاب وزير الدفاع الفريق حننا ولد حننا صريحا وواضحا وصارما في تحديد الهوية المهنية للمؤسسة العسكرية في موريتانيا، ونقل للضباط وضباط الصف والجنود بحرفية ووضوح أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة/ رئيس الجمهورية بطاعة القائد الجديد الفريق المختار بله شعبان.

 

تنتمي فعاليات التوديع والتسليم والتسلم إلى تقاليد مؤسسية في المؤسسة العسكرية، لكنها في هذا العام أخذت طابعا احتفاليا يليق بمقام وجهود الأطراف المشرفة على الملف، وبمكانة المؤسسة العسكرية في بناء الدولة الموريتانية.

 

وعكس ما تداولته بعض الأقلام والمدونين حول الانتقال الجديد لقيادة الجيش من ضابط متقاعد إلى خلفه، فقد جاء الانتقال محترما لأقصى درجات التسلسل في الأقدمية وفي صفاء وتميز الملف المهني، وفي الكفاءة المشهودة، في مختلف التغييرات التي طالت هرم المؤسسة العسكرية.

 

ويجدر بالذكر أن النخبة التي تدير القطاع العسكري في موريتانيا تحمل من الكفاءة والحرص على مصلحة الوطن ومن الإيمان بمستقبل موريتانيا وتعزيز دورها، وهو ما مكن البلاد من تجاوز مختلف الهزات التي مرت بها أو مرت بها المنطقة.

 

استطاع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني طيلة إدارته للجيش الوطني، الارتقاء به إلى واحد من أهم جيوش المنطقة، وأكثرها احترافية وحماية لحدوده وأمنه.

 

تواصلت المسيرة وبجدارة واقتدار مع مساعده الفريق حننا ولد حننا الذي يديرقطاع الدفاع قادما من تجربة عسكرية تمتد على قرابة أربعين سنة من الأداء المتميز

خلال تلك السنتين المنصرمتين تطورت وبوتيرة متكاملة مسيرة المؤسسة العسكرية، أنجزت على سبيل المثال أكثر من خمسين منشأة جديدة، وطورت وسائلها التكوينية، لتتعزز بكليتين للتكوين، وعدد من القواعد العسكرية وباكتتابات واسعة، زيادة على حضور فعال للجانب الإنساني من عمل المؤسسة العسكرية في التصدي للكوارث الطبيعية التي عانت منها البلاد، أو في الإسهام الفعال في مواجهة جائحة كورونا

دبلوماسية الدفاع أخذت دورها ضمن منظومة العلاقات الدولية لبلادنا، فالمقاربة الأمنية لمواجهة الإرهاب العنيف التي انتهجتها موريتانيا ما تزال موضع إشادة وتقدير عالمي، كما أن دور موريتانيا في منطقة الساحل لا يمكن تجاهله بالنسبة لأي من الإرادات الدولية المتنافسة في المنطقة.

إن المؤسسة العسكرية هي صمام أمن البلاد، ودرع موريتانيا الواقي، وينبغي أن تظل مصدر فخر للبلاد، وأن تبقى خارج دائرة الجدل والتداول السياسي والإعلامي