قالت صحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية إن الغرب هو المستهدف بعد أن تكشف تأثير شبكات يفغيني بريغوجين (رئيس مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية) في أفريقيا، وذلك من خلال تسريب 2500 وثيقة، ما بين معلومات مضللة واختلاق جرائم تقوم بها المجموعة.
وأوضحت -في تقرير بقلم فيفيان لاتور- أن مجموعة من الصحفيين، من ديفيلت (Die Welt) الألمانية وآرتي (Arte) الفرنسية الألمانية وإنسايدر (Insider) الأميركية، بالإضافة إلى منظمة دوسيه سنتر (Dossier Center) التابعة لرجل أعمال روسي يعيش في لندن، تمكنت من الوصول إلى ما يقرب من 2500 مستند تم اختراقها من قبل متسللين إلى خوادم مجموعة فاغنر.
وقد أثبت تحقيق آرتي أن المظاهرات ضد بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) تم تنظيمها بمساعدة شبكات بريغوجين، حيث يوضح أحد أعضاء "أوقفوا مينوسكا" المتراجعين أنهم حصلوا على 1684 دولارا مقابل 4 مظاهرات قوامها من 15 إلى 20 شخصا، كما تظهر الفواتير تمويل صحيفة محلية لتضخيم هذه الاحتجاجات.
وتمتلك مجموعة فاغنر الآن 13 قاعدة عسكرية، وتُظهر وثائق -درستها بوليتيكو- وجود ما يعرف بمشروع "ماغادان" المدمج في هيكل مشروع آخر يطلق عليه لاختا (Lakhta) وهو أداة تضليل يمولها ويستخدمها بريغوجين، وقد كشف التحقيق أن "ماغادان" هذا قد عمل بالولايات المتحدة عام 2020 على تقسيم الرأي العام الداخلي حول الهجرة والأسلحة النارية وحقوق المرأة، وافتتح مكتبا له بالمكسيك.
وأثبت تحقيق أجرته آرتي أن ماغادان، رغم تحييده في أميركا، سيظل نشطا في أفريقيا، ويقوم هناك بدعاية معادية للغرب في البلدان التي تنتشر فيها فاغنر، وقد ركزت دي فيلت وآرتي على إبراز نفوذ فاغنر المتنامي في السودان، حتى إن الحكومة هناك أذنت لشركة يسيطر عليها بريغوجين بتعدين الذهب.
وخلصت المجموعة الصحفية إلى أن فاغنر وشبكات بريغوجين تتابع تأثيرها في 23 دولة أفريقية، وتستمر في التوسع فيها على حساب الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان.