محمد سالم - بوضوح وقوة أبلغت وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي في موريتانيا المدارس الأجنبية بضرورة تدريس مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية، منهية بذلك حالة من "الخصوصية" التي كانت تميز هذه المدارس التي تحتضن أعدادا كبيرا من أنباء النخبة السياسية والمالية في موريتانيا.
لم يكن هذا الإجراء الأول الذي ينال اهتماما وإشادة من الرأي العام في موريتانيا منذ وصول الوزير الحالي المختار ولد داهي إلى منصب وزير التهذيب الوطني، قادما من وزارة الصحة.
يأخذ الوزير على عاتقه تحدي إصلاح التعليم، ويؤكد أن الأمر ليس سهلا، لا يتوقع أن تكون السنة الدراسية الحالية مثالية، لكنه ستكون سنة من بذل الجهد ومضاعفة الأداء، بعد تحليل مكامن الاختلال.
سياسة جديدة في إدارة المصادر البشرية
بدأ الوزير المختار ولد داهي إدارة ملف المصادر البشرية باعتباره أهم وأكبر بند في إصلاح التعليم، ومن أجل ذلك أعلن عن إنشاء لجان جهوية للتحويلات والترقيات، وقد باشرت هذه اللجان عملها قبل الافتتاح، كما أطلق أيضا لجانا جهوية للتعليم من أجل إصلاح التعليم والرفع من مستواه واحتضان التعليم من خلال اتفاقيات مع المجالس الجهوية والمنتخبين المحليين.
ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في هذا الصدد إطلاق تطبيق المدرس الذي يوفر جميع المعلومات المتعلقة بالمدرس إضافة إلى البرامج بشكل رقمي.
قوافل الكتاب المدرسي ووسائل الإيضاح
أطلقت وزارة التهذيب الوطني منذ وصول الوزير المختار ولد داهي قافلتين لتوزيع الكتاب المدرسي، وذلك بما يناهز مليوني نسخة لمختلف المستويات والمواد
ويتم بيع هذه الكتب بأسعار رمزية لا تتجاوز 200 أوقية قديمة في سعي لتوفير الدعامات التربوية الأساسية والمهمة، والتي تمثل ركنا لا غنى عنه في عملية التدريس
وإضافة إلى ذلك وزعت وزارة التهذيب آلاف الأجهزة اللوحية التي تتضمن البرامج والمقررات وتسهل على الأستاذ تحضير دروسه وأرشفتها بشكل رقمي وجيد
المنشآت... آلاف الفصول المجهزة
اكتمل خلال العام 2023 بناء 746 فصلا دراسيا مجهزا تنضاف إلى قرابة 3027 فصلا آخر اكتملت قبل فترة، وهو ما سيمكن عشرات الآلاف من التلاميذ من منشآت تعليمية جيدة ومجهزة.
وما زال العمل متواصلا في عشرات المنشآت الأخرى التي ستضمن مزيدا من التطوير في البنية التحتية للتعليم.
وزير منفتح...وحوار مستمر
ينتهج الوزير المختار ولد داهي سياسة انفتاح بناء على جميع العناصر والجهات المهتمة بالتعليم، وتحولت صفحته إلى منصة لتبادل الآراء والمعلومات الفنية وعرض جديد خطط ونجاحات القطاع وإنجازاته.
كما فتح الوزير أكثر من خط تفاوض وحوار مباشر مع النقابات المهنية في قطاع التعليم.
وإضافة إلى ذلك تعززت المادة البشرية للقطاع بعدد كبير من العناصر الجديدة، من بينها قرابة 1800 مدرس تم اكتتابها هذه السنة.
وبمختلف هذه الإجراءات والمحاور المتعددة، يسير القطاع بخطى واثقة وهادئة نحو الإصلاح، مراهنا على نقاط القوة المتعددة، والآفاق الممكنة، دون أي مبالغة في تقدير حجم الإنجاز، الذي لا يمكن أيضا الاستهانة به ولا تقزيمه