ولد يعقوب : فرنسا فقدت كثيرا من مصالحها في موريتانيا

خميس, 02/22/2018 - 10:20

قال المحلل السياسي الموريتاني اسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا في مقابلة خاصة مع موقع ريم آفريك إن فرنسا فقدت كثيرا من مصالحها في موريتانيا وخصوصا المصالح الثقافية، وإن العلاقة بين موريتانيا وفرنسا مهمة الآن، من أجل حماية ماء وجوه الجنرالات الفرنسيين في ورطتهم الأمنية في مالي

 

ريم آفريك : في أي سياق تتنزل زيارة ماكرون المتوقعة إلى  موريتانيا

- -

-

 

اسماعيل يعقوب : ماكرون رئيس شاب ومتعلم وحركته السياسية الوليدة "فرنسا تتقدم" يقودها يساريون كبار ويمينيون من الوسط؛ وقد زار تونس والمغرب والجزائر والسنغال وكوت ديفوار وبوركينا فاسو، ويريد أن يكون مختلفا عن سابقيه هولاند وساركوزي في خياراته الخارجية والداخلية، وزيارته لموريتانيا سبقتها وتسبقها مراجعة لحظر السياحة إلى موريتانيا وجهود فرنسية حثيثة لتمويل قوة الساحل التي تعتبر موريتانيا عقلها المدبر، ومن الطبيعي أن يلتقي ماكرونه بالموريتانيين في. ديارهم لأنهم يخدمونه أكثر مما يخدمهم في الزمن الجيوستراتيجي الراهن.

 

ريم آفريك : ما هي اهم أوراق المباحثات المرتقبة

 

اسماعيل يعقوب :  سيتحدث الرئيسان عزيز وماكرون عن قوة الساحل والنزاع في الصحراء الغربية ومحاربة الإرهاب والقمة الإفريقية في .انواكشوط التي من المؤكد أن يدعو عزيز ماكرونه لها، لكن ماكرونه سيتباكى على الوجود الفرنسي بكل تأكيد وسترشح أشياء متعلقة بالاقتصاد والثقافة عن الزيارة، والمؤكد أن أصداء الأجندا الانتخابية في موريتانيا ستزور المحادثات الانفرادية ، وقد تصطدم بإفراط الرجلين وتفريطهما أحيانا في إبداء رأييهما، فالرئيس عزيز عسكري حتى في ممارسة السياسة والرئيس ماكرونه مدقق حسابات متهور في قول مايبدو له.

في ظل مستوى من التباين الواضح بين موريتانيا وفرنسا بشأن قوة الساحل ماهي آفاق العلاقة الأمنية بين البلدين

اسماعيل يعقوب - التعاون الأمني بين البلدين ظل وسيبقى حذرا لان فرنسا قوة استعمارية سابقة، تحتفظ بنفوذ متين في موريتانيا والجوار الموريتاني، ولها يد طولى في مجلس الأمن، وموريتانيا بلد الانقلابات البيضاء السلسة، وكثيرا ماتكون الانقلابات فيها بضوء أخضر فرنسي وباقة ورد سياسية فرنسية؛ ولذلك بسود الحذر المشاكس بين باريس وفرنسا منذ الاستقلال حتى الآن رغم أن رزنامة العتب بهتت مع حصول شركة توتال على رخص للتنقيب عن الغاز في الساحل الموريتاني.

ريم آفريك : يقال أن توتال قربت كثيرا من الخلاف بين البلدين فهل من معطيات على ذلك

اسماعيل يعقوب : توتال هي ذراع فرنسا في غرب وشمال إفريقيا وقد بذلت جهودا كبرى في صحراء آدرار للتنقيب عن النفط ولم تكلل جهودها بالنجاح رغم وجود جانب مظلم في مقطع من مقاطع حوض تاودني بمنطقة وادان، لم تعلن توتال عن حقيقته، لكن حصول هذه الأخيرة على مرسى سفينة في المحيط الأطلسي -كما سلف- يجعل من الممكن تقديمها مشورة لماكرونه بالمرونة مع موريتانيا. لكن أهمية موريتانيا في الوقت الراهن لفرنسا أكبر من الاقتصاد لأنها ستساعد في صيانة ماء وجه الجنرالات الفرنسيين المهراق في مالي.

 

 

 

ريم آفريك : برأيك هل لا تزال لفرنسا كل أوراق النفوذ التقليدية في موريتانيا

سلطة متناغمة - مصالح نافذة - تيار ثقافي واسع الخ

 

5- فرنسا في موريتانيا لم تعد كما كانت إطلاقا فاللغة الفرنسية تراجعت كثيرا وانحسر الاعتماد المالي عليها بشكل كبير، لكن محافظة فرنسا الدولة على مكانتها في المنتظم الدولي والجوار الموريتاني جعل منها شريكا دائما، خاصة بعد رعايتها لاتفاق داكار عبر أصدقائها في الجوار والداخل. وقد فهم الرئيس عزيز بكثير من التأخر الأمر وغازل فرنسا وعاتبها ولم يفلح إلا بعد أن استدرجها بقوة الساحل السحرية، فلا هو يكره فرنسا ولا هو يرتاح لها ولا فرنسا مستعدة لتركه لوحده ولا للاستماتة في استمالته. وتبقى فرنسا في كل الاحوال تحاول وتفكر وتخطط للحفاظ على موطئ قدم في بلد تعتبر نفسها من اختطه أول مرة ومنع الجيران من الاستحواذ عليه. خصوصا مع تعاظم النفوذ الصيني والتركي والأمريكي فيه.