مواقف وطرائف غير معروفة من حياة الإمام أحمدو ولد المرابط ..تعرف عليها

جمعة, 10/18/2019 - 09:48

احتل الإمام أحمدو ولد المرابط ولد حبيب الرحمن جزء كبيرا من دائرة الضوء خلال الأسابيع المنصرمة بسبب اتهامه من قبل بعض الفنانين ومناصريهم في موريتانيا برفض الصلاة على الفنانين المرحومين ديمي ووالدها سيداتي ولد آبه، وهو ما نفاه الإمام وأكد في تسجيل صوتي له أنه أدى حق "أخوي في الإسلام ديمي ووالدها سيداتي ولد آبه"

 

ضمن هذا التقرير  الموجز نتعرف على شخصية العلامة أحمدو ولد المرابط من خلال بعض المواقف والطرائف والمحطات الأساسية من حياته العلمية والدعوية.

 

ولد الشيخ أحمدو ولد حبيب الرحمن منتصف عقد الخمسينيات في إحدى الأسر العلمية الشهيرة في جنوب موريتانيا بل في موريتانيا عموما، وحصل على الإجازة العامة وهو في حدود 25 سنة من عمره في مختلف العلوم المدرسة في المحظرة سنة 1972 على يد العلامة الموسوعي التاه ولد يحظيه ولد عبد الودود، حيث كان ولد المرابط ثاني من أجازة الشيخ التاه ولد يحظيه بعد الشيخ بدي ولد القاضي.

 

التحق الشيخ أحمدو ولد بعد ذلك بمحظرة صهره الشيخ بداه ولد البوصيري حيث عمق دراساته المحظرية وخصوصا في علوم الجديث والأصول والقراءات، قبل أن يحصل منه أيضا على إجازة عامة في مختلف الفنون التي يدرسها الشيخ بداه.

 

إمام الجامع الكبير

تولى الشيخ أحمدو ولد المرابط إمامة الجامع الكبير في العاصمة نواكشوط، نائبا للشيخ بداه ولد البوصيري، إضافة إلى كل من الشيخ محمد محمود ولد أحمد يوره ولد الرباني والشيخ محمد يسلم ولد محفوظ ومع الزمن استقل الإمام أحمدو ولد المرابط بإمامة الجامع السعودي الكبير بعد خلافات مع الإمامين المذكورين.

وبعد وفاة الشيخ بداه ولد البوصيري حمل الشيخ أحمدو ولد المرابط لقب مفتي البلاد وهو منصب عرفي غير رسمي في موريتانيا، ويقول بعض خصوم ولد المرابط أنه يحاول دائما تقليد مواقف الشيخ بداه ولد البوصيري زيادة على تأثره بمواقفه الفقهية واختياراته في العقيدة 

ويولي الشيخ أحمدو ولد المرابط اهتماما خاصا للجامع السعودي، حيث يفرض عليه سيطرة كاملة فشلت بموجبها كل محاولات إبعاده سواء من قبل وزارة الشؤون الإسلامية التي حاولت إبعاده عن الإمامة في فترة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله خلال فترة الوزير أحمد فال ولد صالح، ثم أعادت الكرة أيضا في عهد الوزير السابق أحمد ولد أهل داود، أو من قبل السفارة السعودية التي لم تخف في بعض الأحيان استياءها من صرامة ولد المرابط ورفضه وصايتها على المسجد.

 

علاقات خارجية قوية

 

يتمتع الشيخ أحمدو ولد المرابط بعلاقات خارجية واسعة وخصوصا في المملكة العربية السعودية، حيث كان مقربا من وزير داخليتها الأسبق نايف بن عبد العزيز الذي كان يقدر ولد المرابط ويجله إلى أقصى درجة.

ومن خلال الأمير نائف بن عبد العزيز تعرف العلماء والمسؤولون السعوديون على "عالم شنقيطي موسوعي قوي الحافظة"

وتناغم أحمدو ولد المرابط مع المواقف السعودية في كثير من الأحيان، حيث دأب على الدعاء "لأرض الحرمين "على المنبر كما رحب شعرا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو ما أثار جدلا في الشارع.

وضمن تلك العلاقات يمكن تصنيف الشيخ أحمدو ولد المرابط ضمن السلفية العلمية، حيث ألف كتبا في العقيدة الإسلامية ينصر فيها الرأي السلفي في هذا المجال، وهو ما أثار سجالا شعريا واسعا بينه ورئيس المجلس الإسلامي الحالي القاضي أحمد الحسن بن الشيخ

كما أن للشيخ أحمدو ولد المرابط كتبا أخرى متعددة من بنيها ألفيات في الأصول وعلوم الحديث.

 

صدام مع الرئيس السابق

رغم مواقفه المعلنة المساندة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلا أن العلاقة بينهما لم تكن ودية تماما، وقد اصطدم ولد حبيب الرحمن بالرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ البداية.

وفي إحدى المرات حاول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز منع الإمام أحمدو ولد المرابط من الدخول إلى الرئيس السابق سيدي محمد ولد عبد العزيز، وهو ما أغضب الإمام وشكا منه للرئيس بحضور الجنرال محمد ولد عبد العزيز.

بعد تولي الرئيس عزيز للسلطة استمرت العلاقة المضطربة بين الطرفين خصوصا مع تأسيس مجلس الإفتاء والمظالم، حيث اعترض ولد المرابط على تأسيس الهيئة وأبلغ الرئيس محمد ولد عبد العزيز في لقاء ساخن بين الطرفين اعتراضه على تأسيسها لاعتبارات من أبرزها.

  • أن الفتوى حق عام لكن فقيه ولا ينبغي حصرها في هيئة أو شخص محدد، وأن تأسيس هذه الهيئة يعني منح رواتب وامتيازات غير مستحقة لأشخاص محددين مما يمكن أن يدخل في دائرة الفساد
  • أن ما يقدم في موريتانيا من تساؤلات وآراء فقهية لا يزال بسيطا وغير مركب ولا يحتاج لإقامة مجلس إفتاء.

ومقابل ذلك طالب ولد حبيب الرحمن بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معتبرا أن البلد يحتاجه بالفعل لتنظيم الدعوة ومحاربة المنكرات.

 

  • مع المحولين تعسفيا

في بداية العام 2013 زار وفد من الأساتذة المحولين تعسفيا الإمام أحمدو ولد المرابط من أجل أن يتدخل في قضيتهم وهنالك فاجأهم ولد المرابط بقوله " لقد علمت بقضيتكم من خلال الإعلام وقد طلبت منه حل قضيتكم والترفع عن ظلم الأساتذة وإهانتهم.

ويضيف ولد المرابط "لقد رد علي الرئيس السابق بأن مجموعة الأساتذة المذكورين مجموعة من تواصل وخطيرون"

ويضيف ولد المرابط قلت للرئيس : انعم إن شاء الله ..هل ينبغي ظلم أهل تواصل"

ليرد الرئيس ..لا لا نحن لا نظلم أي أحد، وقضيتهم بيد وزارتهم ولا شك أنها ستحلها
 

وعند وداع الوفد المذكور للإمام أوصاهم قائلا "واصلوا في نضالكم ولا تتنازلوا عنه لكن لا تقوموا بأي عمل غير قانوني، فالدولة محرجة جدا من وضعيتكم"

 

 

غريب في أمريكا

زار الشيخ أحمدو ولد المرابط الولايات المتحدة بداية عقد الألفينيات، وهنالك وجد صعوبة في المطار بفعل حاجز اللغة الذي حال بينه وبين التواصل مع موظفي المطار

وقد سجل ولد المرابط الصعوبات التي واجهتها في أبيات ضمنها البيت العربي القديم

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب.

 

محظرة عامرة

 

يشرف الشيخ أحمدو ولد المرابط على ثلاث محاظر علمية إحداهما في المسجد السعودي والأخرى في منزله بتوجنين إضافة إلى ثالثة في قريته عند الكلم 110 من العاصمة نواكشوط

ويقيم في المحاظر المذكورة عشرات من طلاب العلم من بينهم موريتانيون وأجانب، حيث يتولى ولد المرابط الإنفاق عليهم ويؤكد أحد طلابه أنه في أحيان كثيرة يضطر إلى الاستدانة من أجل توفير حاجيات الطلاب وغذائهم.

ويرفض ولد المرابط بشكل تام أن يمارس طلابه أي شكل من أشكال السياسة وخصوصا في صف المعارضة.