من النهر إلى الحجز الصحي ..محتجز يروي قصة عبوره غير الشرعي إلى موريتانيا

خميس, 03/26/2020 - 15:45

خاص/ ريم آفريك - طال الانتظار على الشاب الذي أقام لعدة أيام على "الحاشية" كما يسميها أهل الضفتين فقرر أن يجازف ويعبر النهر عبر  زوراق المهربين الصغيرة، لعقود طويلة ظلت تلك الزرواق تمخر عرض النهر السنغالي وتنقل البضائع والمسافرين عبر أكثر من  معابر غير رسمية يقع أغلبها شرقي روصو

في سرده قصته لموقع ريم آفريك طلب المعني عدم ذكر اسمه، وأكد أنه يوجد الآن في الحجز الصحي في أحد الفنادق في روصو

 

عند الساعة الواحدة ليلا بدأت الرحلة حيث استأجر رفقة زميل له زورقا صغيرا، وبدأت الرحلة في ليلة شاتية جدا، بعد فترة غير  طويلة، وعندما أصبحت الضفة الأخرى على بعد 100 متر، ترجل ربانا الزروق، وحملا معهما أمتعة الزبونين السريين، وطلبا منهما اللحاق بهما بسرعة، ولم يكن هنالك بد من الاستجابة

 قطع الأربعة ما بقي من النهر سباحة، وكانت المياه باردة إلى أقصى درجة، ومع ذلك استطاعوا الوصول إلى الضفة الأخرى في مقابل قرية بغداده الحدودية، وعاد أصحاب الزورق إليه سباحة، بينما قطع الرفيقان بصعوبة تمكن من قطع المسافة المسائية قبل أن يلقيه اليم إلى ساحل مليئ بالأحراش والمستنقعات الضحلة

عند الساعة الثالثة فجرا  كان قد وقف على أرض موريتانية، لكنها كانت رخوة ولزجة جدا بفعل قربها من النهر، وواصلا السير راجلين مسافة 12 كلمتر حيث وصلا إلى مشارف قرية انجربل وعندها لجآ إلى عريش مليئ بالقمامة لقضاء ما بقي من الليل البارد

ويقول الشاب – رهين الحجز الصحي الآن – أنه نام لفترة وجيزة وعند استيقاظه لم يجد رفيقه الآخر الذي انطلق إلى وجهة غير معلومة.

بعدها مباشرة قام بالاتصال بالرقم الخاص بوزارة الصحة 1155 حيث قام بتحديد موقعه، كما اتصل بأقارب آخرين له، اتصلوا هم بدورهم بوالي الترارزة الذي يوجد في الحجز الصحي بالعاصمة نواكشوط لكنه أحالهم إلى مفوض الشرطة.

وبعد فترة  وصلت سيارة إسعاف وعناصر صحية وأمنية، وتم نقله إلى مدينة روصو حيث تم إخضاعه للحجز الصحي في فندق بروصو

تم نقل المعني في سيارة إسعاف إلى روصو، ومنها تم إخضاعه للحجز الصحي حيث يقيم الآن في غرفة مكيفة، حيث يتلقى إعاشة صحية ونوعية إضافة إلى فحوص دورية، كما أن صحته لا تزال على ما يرام ولم تظهر عليه أية أعراض لكورونا.

وضعية "العابر السري" ليست الوحيدة ولكن الفارق هو أن قلة جدا من "العابرين عبر الزوارق" هم من سيبلغون السلطات بأنهم كسروا  إقفال الحدود المغلقة، ويريدون الخضوع للحجز، أما البقية فسيعبرون إلى ذويهم حيث يتم استقبالهم بالأحضان مهددين بذلك صحة شعب كامل بمواجهة خطر  الرعب الذي يجتاح العالم كله