الحلقة الثانية من أيامي الاولى في موريتانيا :

أربعاء, 05/12/2021 - 14:50

نتابع في الحلقة الأولى السابقة : - حملنا العود من بيت سيمالي رحمه الله منطلقين الى فندق النواب حيث نقيم ( وكان هو العود الذي لحنت به كرسك يغلانه – ودوم يالله – وكتائب موريتان – وافريقيين وعرب التنين – وعيبت اللي نقصد – وانتي موريتانية وانا من حلب – وكان هذا خلال شهرين فقط - ) الى أن أحضرت بعدها عودي من حلب - وخلال ايام معدودات عرفني البيضاوي على جميع الاسر الفنية في نواكشوط - بكل أنماطها: التقليدية والمودرن والسائرة في طريق الانفتاح على الفن العربي أو الافريقي – وكان من بين من عرفني عليهم الأيقونة ديمي بنت آب رحمها الله –

 

ومن جهة أخرى رافقني الى الاذاعة حيث التقينا بالحسن ولد مولاي علي مدير البرامج العربية في الاذاعة ( أطال الله عمره ) وعرّفه علي بأني ملحن في اذاعة حلب ويمكن أن اقدم خبرتي الى اذاعة نواكشوط – رحب الحسن بعرضي لكنه وضّح بأن الامكانيات المادية غير متوفرة هنا – وكان جوابي باني لا أريد مقابلا لما سأقدمه لأنه واجب كل العرب أن يقفوا الى جانب هذا البلد الصاعد ! عندها سألني الحسن وما هو الذي يمكنني تقديمه لك ؟ قلت له فقط ان لا أجد عرقلة وبيروقراطية عند  التسجيل !

 

واقترح البيضاوي رحمه الله علي وعلى ديمي ان نشكل فرقة الرشيد للغناء والنشيد بقيادة ديمي والأستاذ فريد - يكون هو مديرها الاداري ومعنا المهندس فيليب وسيارته لتنقُّلنا – والمختار بوبكر عضوا اداريا – ومن اعمال البيضاوي الذكية جداً أنه اتفق مع فندق شنقيط على اقامة حفلة مجانية أحييها أنا مع ديمي لا ندفع للفندق - ولا يدفع الفندق لنا ويكون ربح الفندق من بيع الطعام والشراب – وكان قد طبع مئات البطاقات ووزعها مجاناً على مكاتب الموظفين التي كانت محصورة بين مبنى الاذاعة ومجلس النواب – وكانت حفلة تاريخية خرج الجميع فيها سعيدا ؟

 

في مساء نفس اليوم كان لنا سهرة في احد صالونات الاكصر- كانت فرقة الرشيد كلها موجودة عدا المرحومة ديمي – لانها تعبت في حفلة المقيل ! كانت السهرة عامرة بالشباب والصبايا وكانت احداهن تجلس إلى جانبي وسألتني ما إذا كنت سأغني فيما بعد أغان باللهجة الحسانية فأجبتها بأني جاهز لو رأيت كلمات مناسبة - فأحضرت دفتراً وقلماً وكتبت لي كلمات أغنيتين ( كرسك ياغلانه – واغنية ما ننسى و انت ما تنساي ذوك الايام الجميلة ) ووقع اختياري يومها على كرسك يغلانه ؟ وقرأتْ لي الكلمات ورددتُها من بعدها كي اتأكد من لفظي الصحيح كوني جديداً جداً في البلد ! واللهجة غريبة علي – وهنا كان لي من الوقت في نواكشوط أقل من أسبوعين ( ما شاء الله وتبارك الله ) وسترون ما سيحدث في الحلقة القادمة – فإلى اللقاء بإذن الله الى حينه ؟