سامحينا السلطانه/اسماعيل الشيخ سيديا

جمعة, 05/14/2021 - 19:57

تناضل في مدينة بوجدور الصحراوية الواقعة تحت السيطرة المغربية منذ ستة أشهر؛ وهي لا تبرح بيتها بسبب طوق أمني فرض عليها مع عجوز هي أمها وإحدى أخواتها. وثلة شباب صحراويين تحرروا من ربقة الخوف.وصاروا لها سندا في عمليات تصويرها ورفعها للعلم الصحراوي على بيتها ويساعدونها على وحشة القهر وضيق الخوف ووطأة الحصار.
تعرض الشباب الثلاثة للاختطاف من قبل ملثمين ساموهم سوء العذاب وقذفوا بهم على مسيرة يومين على الأرجل من كبرى مدن الإقليم غير المستقل العيون؛ بسبب مروءتهم الصحراوية الأصيلة ورجولتهم التي ميزتهم حتى عن جيرانها من الرجال من أبناء جلدتها ومن المستوطنين من حفنات المسيرة الخضراء.
ثم تناقلت الأنباء منذ يومين أنها وأختها وأمها تحت جنح الظلام وداخل بيتهن تعرضن لاغتصاب جماعي وتعنيف وضرب وسحل؛ نشرت منه مقاطع صوتية مع صور دامسة وصرخات وحشرجات واستغاثات تقطع الأنفاس وتستك لها مسامع كل ذي قلب سليم.
إنها القوة العمومية في المملكة المغربية التي تحاصر هذا البيت الصحراوي و تترك ملثمين يلجون عنوة بيت هؤلاء النسوة العزلاوات ويعذبونهن ويغتصبونهن تحت جنح الظلام؛ وليست قوات "موريطانيا" ولا حتى من يسميهم الإعلام المغربي "ميليشيات البوليساريو" وبكل تأكيد ليسوا جنودا جزائريين ولا مجموعات إرهابية.
دلفت إلى مواقع ألكترونية لخمس منظمات حقوقية مغربية مهتمة بالنساء وتدافع عن الأمهات العازبات وتتظاهر ضد سجن الزناة ولم أجد خبرا ولا بيانا أحرى تنديدا منها. فإما أن القائمات على هذه الجمعيات يعتبرن الضحايا أجنبيات والجريمة التي ارتكبت في حقهن خارج المجال الترابي المغربي فتلك أنانية حقوقية وخيانة لمبدإ "القضية الوطنية" أو أنهن يرينها خيضت ضد مواطنات مغربيات على أرض مغربية وسكتن عليها فتلك الطامة الكبرى وتستوجب سحب تراخيصهن بكل بساطة.
لا أعتقد أي إنسان مغربيا كان أو من الهندوراس يمكنه التمالك ولا التماسك حين يطلع على ماحدث مع السلطانه خيا وأختها لويعره وأمهما العجوز؛ لأن مجرد الكتابة عن الموضوع موجعة والسكوت عليه قتَّال فتّاك والانتماء لوطن تغتصب فيه العجائز تحت رقابة سلطاته أو بأمر منها أو بفعلها مخيف.