عن الفاضلية والكرامات...تعليق على مقال ولد بلال

جمعة, 02/25/2022 - 17:33

تداولت وسائط التواصل الاجتماعي مقالا منسوبا للوزير السابق، الرئيس الحالي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات يروي فيه كرامةً لولي الله تعالى، شيخنا الشيخ محمد فاضل بن الشيخ مامِينْ طيبَ الله ثراه، وذلك في هذه الظرفية التي تعرف اندفاعا شعوبيا من إنكار كرامات أولياء الله تعالى والصالحين، بل تشهد طعنا خطيرا في وجود بعض مسلّمات أدلة الشرع المتعلقة بهذه الكرامات.
إنّ طبيعة هذه الظرفية الخاصة تجعل أيَّ نشر لكرامة أحد الأولياء مسألةً تحمل أكثر من دلالة، بل قد تُؤوَّل نوعا من التعريض. غيرَ أنّ هذه الشُّبه لا يمكن إسقاطها ببساطة على هذا المقال المشار إليه آنِفًا، وذلك لعدة أسباب نجمل أبرزها في مايلي:

أولا: يعتبر كاتب المقال -المشار إليه - أحد الذين عُرفت عنهم مسالمة الآخر واحترام المجتمع عموما والأسرة الفاضلية خصوصاً، علاوة على ما يربطه من علاقات طيبة بأغلب أعيان الفاضلية، ومن هنا استبعد -عقلا- أن يستَهدفهم بسوء لرابطة الدين، والمعرفة، وطيب الأصل والمنبت، وَوَازِع الأخلاق الكريمة.

ثانيا: إنّ القراءة المنصفة لمضامين المقال تبرهن على سلامة مقصد الكاتب، حيث أفرغ فحوى الكرامة التي سرد في لبوسٍ كُلّه رزانة وسلاسة، وكلّ خروج عن ذلك اللبوس كان واضحا فيه طابع المداعبة، فالرجل يتحدث عن صديقه.

ثالثا: إنّ الفاضليين ليسوا مظنة لعدم الاستقامة، وما لوّح به الكاتب لايعدو أن يكون إشارة على أنّ بعض أبناء الصالحين مصروفة أعماله عن ظاهرها، و أنّ منهم من يُسدل رداء الستر على كراماته، وهو أمر معروف في كتب القوم اتفاقا.

على هذا الأساس- ولعدة أسباب - أرجو من الإخوة الكرام أن يَتفيّؤوا ظلال حسن الظن والتريث، و يحملوا هذا المقال على الوجه الذي يليق بكاتبه ومسمى بحجم الفاضلية، ولا يخرجوا المقاصد عن سياقها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {عليكم بالظواهر والله يتولى السرائر}.

-الناطق باسم الخليفة العام للطريقة القادرية، الفاضلية في غرب إفريقيا: الطالب بوي بن الشيخ آياهْ بن الشيخ الطالب بوي.